image

التردّد...مفهومه أسبابه وعلاجه

خُلقت النفس البشرية على خصال عدة لابد من وجودها عند كلِّ فرد، ولعلّ التردّد هو واحدٌ من هذه الخصال، فالتردّد عن الإقدام على أمرٍ طبيعي لاسيما في حال مواجهة التحديات والخطر يعمل عمل "الفرامل" الذي يوقفنا ويحمينا من الخطر، ويجعلنا في مناطق الأمن والراحة والشعور بالأمان من الأخطار الممكنة.

كذلك يظهر التردّد في حال وجود خيارات متعدّدة، فيعمل على إبطاء خطوة الاختيار وفي بعض الأحيان منع الخطوة من الأساس.

مفهومه: يقصد بالتردّد التأرجح وعدم الاستقرار وحالة من عدم الثبات على رأي أو قرار مُعيّن. ويصف علم النفس التردّد بأنّه سلوك يتّسم فيه الإنسان بالتذبذب بين القرارات وعدم القدرة على اتّخاذ موقف أو قرار ما في الوقت المناسب فيظهر الإنسان متخاذلاً ويعاني من القلق والحيرة وينتج عنة عدم الثقة بالنفس.

من هنا، تختلف نسبة التردّد من شخص إلى آخر، وهذا يعتمد على طبيعة الشخص وشخصيته والبيئة التي ينشأ فيها.

أسباب التردّد

- الخوف، ويأتي في المرتبة الأولى منه الخوف من الوقوع في الخطأ. 

- قلة الثقة بالنفس، وهذا ناتج عن خبرات سابقة يمرُّ بها الإنسان في بداية حياته فيجعل منه شخصية تفتقر إلى الثقة بالنفس في اختياراته وقراراته.

- عدم الرغبة في تحمّل مسؤولية النتائج إذا ما كانت سلبية.

- عدم القدرة على تحديد الأهداف أو عدم وضوح الأهداف في المقام الأول. و عدم القدرة في تحديد النتائج المتوقعة لكل خيار.

- وجود خيارات عدة متاحة.

- عدم القدرة على تحديد وتقييم المزايا والعيوب أو الإيجابيات والسلبيات لكل خيار.

- أن يكون الشخص صاحب وساوس تغلب على نفسه فيدفع بصاحبة إلى البحث دائماً عن شيء آخر يعتقد أنّه أفضل.

 - كثرة التدقيق في التفاصيل والبحث عن الكمال في الأشياء.

 - عدم التساهل مع النفس، فيصبح الإنسان غير قادرٍ على مسامحة نفسه فيعتبر الأخطاء الصغيرة والبسيطة مشاكل ضخمة وكبيرة.

من هنا نقول: يُمكننا التخلّص من التردّد إذا استطعنا الإجابة عن السؤالين الآتيين:

  • ما السبب الذي يجعلني أتردّد دائماً؟
  • كيف أتخلّص من التردّد؟

هناك العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن كيفية التخلّص من التردّد؛ وذلك راجع إلى كثرة الخيارات المتاحة، فالإنسان يجد نفسه يواجه صعوبة في اتخاذ قرار

 أو يأخذ وقتاً طويلاً جداً ومبالغاً فيه فتضيع الفرصة السانحة والمتاحة في وقت معيّن.

طرقٌ فعّالة للتخلّص من التردّد نذكر منها: التخلّص من الخوف، تحديد الأهداف، تذكّر الإنجازات الشخصية، التحلّي بالشجاعة لتحمّل مسؤولية القرارات ونتائجها وبناء الثقة في النفس.

ويجب علينا دائماً أن نتذكّر سلبيات التردّد؛ حتى نستطيع تبديل هذه العادة السلبية إلى نظيرها الإيجابي وهو اتخاذ قرارات صحيحة مدروسة وموفّقة.

التردّد... واتخاذ القرارات

عمليتان متلازمتان بشكلٍ وثيقٍ، فالشخص المتردّد لا يستطيع اتخاذ القرارات.

وعملية اتخاذ القرار عملية مركّبة يقوم بها العقل البشري لأنّها تعتمد على التحليل وجمع الأفكار وطرحها وترتيبها واستخراج استنتاج لكلّ الحلول المتاحة. فبالتالي عملية اتخاذ القرار عملية عقلانية ومهارة يُمكن تطويرها، ويوجد العديد من المهارات التي من الممكن أن نكتسبها ونتعلّمها لتطوير عملية اتخاذ القرار وبالتالي يقل التردّد.

وحتى نصل إلى أفضل القرارات والنتائج نقوم بتقسيم عملية اتخاذ القرار إلى مراحل حتى يصل الفرد إلى نتائج مرضية تُساعده على تحقيق الصحة النفسية بعيداً عن التردّد الذي ينتج عنه القلق والحيرة.

  مراحل اتخاذ القرار

- الاعتراف بوجود خلل ما أو عائق.

- جمع المعلومات الخاصة عن الموضوع المراد اتخاذ قرار فيه.

- تحديد الأهداف المراد تحقيقها.

- تصنيف الأهداف وترتيبها بحسب الأهمية، من الأهم إلى الأقل أهمية.

- جمع كل الخيارات ووضع جميع البدائل والحلول التي يُمكن تطبيقها على أرض الواقع.

- دراسة وتقييم كل الخيارات والبدائل والحلول ووضع سلبيات وإيجابيات كل منها.

بعد تناول أي موضوع بهذه الطريقة ويمر بتلك المراحل، سوف تتضح الصورة ويتضح الهدف وتكون قادراً على اتخاذ أهم القرارات بكل أريحية وبدون خوف.