image

الخوف...أسبابه وأعراضه وعلاجه

الخوف مشكلة سائدة في العالم. فكلّ شخصٍ منّا يخاف من شيء ما. ربّما يكون الخوف من الموت أو خوف من فقد الأحبة، الخوف من الوحدة، الخوف من رفض الآخرين، الخوف من الفشل، الخوف من الفقر، الخوف من المرض أو ربما الخوف من فقدان الأمن المادي. كلّ هذه الحالات ينتج عنها الشعور بالخوف.

ما هو الخوف أو المخاوف أو الخشية؟ هو ذلك الشعور الناجم عن الخطر أو التهديد المتصوّر ويحدث في معظم الكائنات الحية، ويقوم بدوره بالتسبب في تغيير الوظائف الأيضية والعضوية، ويفضي في نهاية المطاف إلى تغيير في السلوك، مثل أن ينتج عنه الهروب أو الاختباء، أو التجّمد تجاه الأحداث المؤلمة وبرودة الأطراف والتعرّق.

تعريفه: يُعرّفه علماء النفس بأنّه شعور يصيب عقل الإنسان المترقّب لحدوث أمر سلبي له سواء خطر معيّن أو موقف ما. وقد يكون هذا الشعور حقيقياً. أو مجرد خيال ووهم لا أساس له من الصحة.

أسبابه: ويعزى الخوف إلى أسباب عدة صنّفها العلماء والأطباء النفسيون بأنّها نواتج نفسية وسلوكية يعاني منها الأفراد الذين يترقّبون حدوث أمر ما لهم بالمجمل، وقد تكون اضطرابات هرمونية داخلية يسببها وجود خطر محّدق بالفعل بالشخص الخائف.

أعراضه: تغيير لون البشرة إلى اللون الأصفر، ثم الأبيض الباهت نتيجة نقص التروية الدموية للبشرة، تسارع شديد في نبضات القلب، الشعور بالقلق والتوتر، الشعور بجفاف الفم والحلق، تعرّق كف اليد، فقدان الشهية للطعام والشعور بالغثيان والتعب العام.

أنواعه: ينقسم الخوف إلى نوعين:

* الخوف الموضوعي، وهو وجود خطر حقيقي يُرعب الإنسان، كوجوده فوق مرتفع عالٍ أو أمام حيوان مفترس أو صوت مخيف مرتفع أو تهديد بالموت من قبل شخص معيّن وغير ذلك من الأسباب الموضوعية، والتي لها سبب حقيقي يدعو للشعور بالخوف.

* الرهاب، وينشأ هذا النوع من الخوف نتيجة مواقف مرعبة ومخيفة مر بها الإنسان في مرحلة سابقة من حياته، ويبقي متأثراً بها وغير قادرٍ على التخّلص منها طوال حياته، وقد يعاني منه الإنسان دون وجود سبب حقيقي للخوف كالخوف من فقدان أشخاص يحبهم.

علاجه: علاج أي مشكلة أو صعوبة أو عائق تكون في مواجهة المشكلة والاعتراف بها، فمواجهة المشكلة نصف حلها. كما تضمن لنا المواجهة الوصول لحالة من الرضا وراحة نفسية دائمة. يلي المواجهة الخطوات التالية:

 - معالجة العوامل النفسية التي تسبّبت في الأصل في ظهور هذا الخوف.

- تحديد مصدر الخوف ونوعية الخوف وبعدها زيارة مختص...المختص ممكن أن يكون معالجاً نفسياً أو (كوتش) أو مرشداً اجتماعياً المهم هو شخصية متمكّنة ومهنية لديها القدرة على معالجة الحالة. يستطيع المعالج ومن خلال جلسة واحدة أو عدة جلسات (الاعتماد على الحالة) 

أن يخلّص الشخص من حالة الخوف أو الرهاب التي يشعر بها. إذا وصل الشخص إلى حالات متقدمة من الخوف المرضي فالمعالج يمتلك الأدوات اللازمة ليساعد الفرد لأن يتخلّص من مخاوفه بأسلوب سلس.

 - التوكّل على الله في كل الأمور، وأن يكون الإنسان على ثقة أن الله هو الذي يحمي الإنسان من كل الشرور. وهذا عامل رئيسي ومهم في مرحلة العلاج من الخوف.

أخيراً، يقول نيلسون مانديلا "تعلّمت أنّ الشجاعة ليست غياب الخوف، ولكن القدرة على التغلّب عليه".