image

الاكتئاب...مفهومه وسببه وعلاجه

يؤثر الاكتئاب بشكل أساسي على طريقة التفكير والإحساس بالأشياء وبالتالي يؤثر على السلوك مما يؤدي إلى مشاكل مختلفة. كذلك يؤثّر على النشاطات المختلفة التي يؤديها الشخص خلال اليوم العادي. كما يؤدي إلى شعور الشخص بعدم أهمية وجوده في الحياة وأنّ الحياة لا قيمة لها. هذا المرض لا يُمكن أن يتخلّص منه الفرد بسهولة ويتطلّب فترات طويلة من المتابعة، كذلك يتطلّب الاستمرارية في أخذ الأدوية في بعض الحالات إذا ما كانت حالة الاكتئاب متقدمة. من هنا لابد أن نعرف هذا المرض وكيفية تجنبه عن طريق الأجابة عن السؤال المركب الآتي:

ما مفهوم الاكتئاب وما أسبابه وأعراضه وعلاجه وكيف أتخلّص منه؟

مفهوم الاكتئاب: هو أحد الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً في الوقت الراهن ويعتبر مرض العصر، يكون الاكتئاب السبب في الشعور المستمر بالحزن الشديد وفقدان الشعور بالسعادة والمتعة أثناء مزاولة أي نشاط ممتع نسبياً للشخص.

أعراضه: فبالإضافة إلى الشعور الدائم بالحزن والمزاج المتعكر وعدم القدرة على الإحساس بالسعادة هناك أعراض أخرى له منها: الشعور بالذنب وفقدان الأمل وأن لا جدوى من الحياة ولا هدف لها، فقدان مُتع الحياة وعدم الاستمتاع بمختلف الأنشطة الرياضية وغيرها ، صعوبة التركيز والنسيان، أرق عند النوم أو كثرة النوم، تغيير في النظام الغذائي ويظهر على شكل زيادة أو نقصان في الأكل، التعب الشديد ونقص الطاقة الجسدية، دائماً تراود الشخص أفكار متعلّقة بالموت أو الانتحار، ثم الحركة البطيئة وقلة الكلام.

أسبابه: أسباب الاكتئاب عديدة وفي بعض الأحيان يكون السبب أكثر من مصدر واحد، كما أنّ هناك عدداً من العوامل المساعدة تزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب منها: العوامل الجينية، حيث يُعتبر مرض الاكتئاب من الأمراض الوراثية، العوامل البيئية، قد تؤثّر على الشخص بشكل مباشر، بعض الأدوية لها آثار جانبية ويمكن أن تُسبب اكتئاباً، تعرّض الشخص لصدمات سواء عاطفية أو غيرها أو للضغط النفسي الشديد أو تعرضه لحادث ما.

اجتماع الأسباب السابقة أو أكثر من سبب للشخص نفسه في نفس التوقيت يُمكن أن يُدخل الشخص في حالة من الاكتئاب.

 

علاجه: يُعتبر مرض الاكتئاب من الأمراض القابلة للعلاج إذا استمرّ المريض في اتخاذ العلاج اللازم، حيث هناك طرق رئيسية وطرق ثانوية أو مساعدة في العلاج مثل:

  • العلاج الدوائي، العلاج النفسي وعلاجات أخرى مساعدة وسنتطرق لها بالتفصيل فيما يلي.

 أولاً، أهم العوامل المساعدة في العلاج هو تثقيف أفراد أسرة المريض، وذلك من خلال دعم المريض عاطفياً ونفسياً حتى يجتاز هذه المرحلة التي من الممكن أن تكون حرجة في حياة الفرد. طبعاً حالات الاكتئاب متفاوتة من حالة إلى أخرى والمختص فقط يُمكن له أن يُحدّد درجة الاكتئاب والطريقة الأنسب لكل حالة.

علاج الاكتئاب موضوع واسع ومتشعّب نحاول الاختصار قدر الإمكان وتغطية الموضوع بطريقة شاملة ومختصرة.

- يستطيع الفرد منا مساعدة نفسه بشكل بسيط عند شعوره بأعراض الاكتئاب الأولية. بعلاجات أخرى بسيطة مثل:

- ممارسة التمارين الرياضية، في الواقع أي اهتزاز يتعرّض له الجسم سيُساهم في تحسين الحالة المزاجية.

- تناول الأطعمة الصحية والإكثار من الفواكه خصوصاً فاكهة الموز.كذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم.

- تجنّب الكافيين، إنّ الإكثار من شرب المنبهات كالشاي والقهوة يزيد من العرضة للإصابة بالاكتئاب.كذلك زيارة الطبيب وعمل فحوصات والتّأكد من أنّ هرمونات الجسم متوازنة.

- عمل جدول يومي للمهام والمسؤوليات والالتزام به.

بهذه الطريقة البسيطة نُساعد أنفسنا على عدم تفاقم الأمور والسيطرة عليها من البداية.

ذكرنا في ما سبق العلاجات الأُخرى التي يُمكن للفرد الاستعانة بها في المراحل الأولية من الاكتئاب.

ثانياً، بعض الحالات يكون العلاج الدوائي والعلاج النفسي ضرورة لا يُمكن الاستغناء عنها.

 * العلاج الدوائي: يجب مراجعة الطبيب المختص في هذه الحالة لتقديم الرعاية اللازمة للمصاب بالاكتئاب والتي تضبط إفراز النواقل العصبية المُسببة لهذا المرض.

* العلاج النفسي: يُعد العلاج النفسي خياراً فعّالاً في السيطرة على الاكتئاب وعادة ما يشمل ثلاثة خيارات: العلاج السلوكي المعرفي، العلاج التفاعلي والعلاج النفسي الديناميكي.  وغالباً ما يكون العلاج النفسي مزيجاً من الأنواع الثلاثة مما يساعد الشخص على تغيير الأفكار السلبية وفهم شعور المصاب بالاكتئاب وكيفية التغلّب عليه، والعلاج النفسي له آثار إيجابية كبيرة على حياة الفرد منها بناء علاقات اجتماعية جديدة وتحسين العلاقات الاجتماعية السابقة والتقليل من العزلة والوحدة كما يُساعد على تقليل التوتر ويُساعد الشخص على التعاطي مع مصاعب الحياة التي يمرّ بها والتعامل معها بطريقة إيجابية.